جولات سمارتفون: عين على الناصرة وعين على الكاميرا



"بحثت عن أكثر الأشياء التي تشدهم لأجعلهم يتلهفون لزيارة البلدة القديمة فلم أجد سوى هواتفهم الذكية" بهذه الكلمات بدأت المصورة منى أبو شحادة حديثها عن مشروع "جولات سمارتفون" الذي تقوم من خلاله بمرافقة الأطفال في جولات تصوير داخل البلدة القديمة في الناصرة.
مبادرة ذاتية لم يخطر ببال منى أنها ستلاقي صدى في أواسط الأهالي المتلهفون لمرافقة أبنائهم في جولة بين أزقة المدينة القديمة.
حدثينا أولا من أين أتت الفكرة؟
أنا ابنة البلدة القديمة ترعرت في أزقتها، اليوم يؤلمني رؤية هذه المدينة بعراقتها بدون زوّار ما أن تقارب الساعة الثانية حتى تتحول لمدينة أشباح، بحثت عن مشروع استطيع أن أجعل الأطفال من خلاله يقومون بزيارة المدينة القديمة والتعرف على الأماكن السياحية والتاريخية فيها
ومن هنا جاءت فكرة "جولات سمارتفون في البلد" بحثت عن أكثر ما يشد الأطفال اليوم ويجعلهم متلهفون لهذه الجولة فلم أجد سوى هواتفهم الذكية التي يمسكونها طوّال الوقت
كيف تفاعل الناس مع الفكرة في بادئ الأمر؟
لم أتوقع الكم الهائل من الدعم الذي لاقيته من قبل الأهالي الذي هرعوا لتسجيل أبنائهم للجولة الأولى ومن الأشخاص الذين قدموا الهدايا المميزة للأطفال المشاركين في الجولة، خاصة وان المبادرة فردية بحتة
ماذا يفعل الأطفال خلال الجولة؟
الجولة تبدأ عادة من ساحة عين العذراء مروراً بمراحل درب الحجاج وصولاً إلى بازيليك البشارة طيلة الجولة التي تتراوح بين ساعتين الى 3 ساعات يتلقى المشاركين الصغار إرشادات عن كيفية التصوير المهني باستخدام كاميرا هواتفهم الذكية بالإضافة لمعلومات عن الأماكن التي نتواجد بها.
فعلي سبيل المثال ندخل الى المسجد الأبيض في البلدة القديمة أقوم بالشرح عن المكان وبعدها أقوم بإعطائهم مهمة تصوير يجب أن يقوموا بتنفيذها داخل المكان الذي نتواجد فيه
وبهذا يخرج الطفل المشارك بنصائح عن كيفية التصوير عبر الهاتف وبمعلومات عن البلدة القديمة في الناصرة
ما هي ردة فعل الأطفال المشاركين في الجولة؟
في البداية لم أتوقع أن يتفاعلوا مع الجولة أو أن تترك اثراً لديهم، لكنني اعكف على تنظيم الجولات منذ عامين واليوم اتفاجئ عندما التقي بأحد الأطفال الذين شاركوا في إحدى الجولات ويبدأون بتلهف بالطلب مني أن اشاهد الصور التي يلتقطونها بهواتفهم.
لكن أكثر ما يشدك بالفكرة هو ردة فعل الأهالي الذين يستمتعون بالجولة كأطفالهم تماماً كون العديد منهم لا يملكون متسعاً من الوقت لزيارة البلدة القديمة وتأتي الجولة كفرصة سانحة لهذه الزيارة
لماذا تشددين على وجود الأهالي في الجولة؟
لعدة أسباب أفضل وجود الأهالي، بعيداً عن الهدف الرئيسي للجولة وهو تعريف الأطفال على البلدة القديمة هناك هدف اجتماعي آخر وهو أن يقضي الأهالي برفقة أطفالهم ساعتين من الزمن، فبوقتنا الحالي لا متسع لهذه التجربة فالأهل غالبية الوقت بالعمل، الطفل في المدرسة أو ببرنامج تربوي بعد الظهر حتى بتنا لا نلتقي بتاتاً
الجولة تأتي لتمنح الأطفال والأهالي ساعتين من الزمن مع بعضهم البعض يقومون بتنفيذ المهام سوياً ويتعرفون على البلدة القديمة ومنهم من يبدأ بمحادثة أبنائه عن ذكرياته داخل زقاقات البلدة القديمة
في الختام ما هي كلمتك للشباب النصراوي؟
كوني ابنة البلد القديمة في الناصرة ادعو جميع الشباب المبادر في المدينة لإقامة مشاريع لإحياء وإنعاش السوق القديم في الناصرة
يمكن التعرف والانضمام لإحدى جولات سمارتفون عن طريق التواصل مع منى أبو شحادة عبر صفحة الفيسبوك :