top of page

أول محامية شركسية في البلاد لا يعني أن يتقبلني مجتمعي ...  إذا كنت أم، مطلقة وقررت الزواج من شاب يصغرني بـ9 سنوات

DSCF2308.JPG
DSCF2332.JPG
  • أن تكوني أول محامية شركسية في البلاد، لا يكفي ليتقبلك أهالي بلدتك!

  • خاصة إذا كنت أم لفتاتين، مطلقة ومتزوجة مؤخراً من شاب يصغرك بـ9 سنوات!

  • هذا ما قالته لنا كريستين حون ابنه الـ42 عاماً أصبحت أم لأول مرة في الـ21 للين ابنة العشرين وهيلين (13 عاماً) وإمي ابنة السنة التقيناها في كفركما لنستمع الى تجربتها الشخصية على درب النجاح.طريقها الى النجاح لم يكن يوماً مفروشاً بالورود لكن طريق كريستين كان مختلفاً فعرفت النجاح منذ أن قررت أن تخوض تجربتها الخاصة وأن تكسر الصورة النمطية للمرأة الشركسية، لتصبح أول محامية شركسية في البلاد

  •  

  • تعالي لنبدأ القصة، تزوجت في عمر ألـ20، هل كنت فتاة تقليدية تحلم بالزواج فقط؟

تجيب كريستين مبتسمة: نعم تزوجت في عمر التاسعة عشرة لكني لم أكن فتاة تقليدية، كان لدي احلامي الخاصة "المجنونة" والجامحة لأتلفى تعليمي الجامعي وأسافر الى أفريقيا لمساعدة الأطفال، دائماً كان لدي خطط للمستقبل ومختلف عن الموجود في محيطي.

ولدت لعائلة داعمة جداً أمي أكملت دراستها كممرضة وعملت لسنوات في مستشفى يوسف طال أما والدي فهو سائق شاحنة

 

في سن الـ20 تعرفت الى شاب كان يعمل في حيفا، اعتقدت أن حياته في مدينة بعيداً عن القرية قد جعلته انسان مختلف، فقررنا بعدها الذهاب الى المحكمة الشرعية الشركسية وعقد الزواج برفقة والدي فقط اللذان اكدا لي انهما سيدعمان كل موقف أتخذه

خلال الطريق الى المحكمة أيقنت أنه ليس الانسان المناسب الذي أبحث عنه لكني لم أستطع التراجع وان أقوم بتحميل والداي نتيجة قراراتي، فقررت الاستمرار

 

  • تلقيت تعليمك في مدرسة "بيت يراح" وكنت هناك الطالبة الشركسية الوحيدة الم يكن يراودك حلم النجاح في تلك الفترة؟

  • على العكس، كنت أخاف أن أفشل وأن لا استطيع تحقيق أحلامي، خفت ان أعيش حياة لم أخطط لها ولا أريدها

  • ماذا يعني أم في الـ21؟

  •  

    أن تصبحي أم في هذا الجيل الصغير يعني أن تكبري مع طفلتك، كنت أم تحمل مسؤولية طفلة لكني كنت طفلة أيضاً، هذا ليس سهلاً أن تربي طفلة خاصة في العامين الاوائل للين كنت أعيش بعيدة عن اهلي في مدينة ايلات، مع تجربة زواج صعبة وكان علي أن احاول التأقلم، لم تكن فترة سهلة أم شابة هو نوع من المقاومة فكل الأمور أتت مرة واحدة: زواج، أمومة وبعد عن الأهل ولم أجد مساعدة من المحيط التي أعيش فيه

     

  • المحامية الشركسية الأولى ... كيف بدأت القصة؟

  • تجيب كريستين بالابتسامة التي بدأت بها لقائنا: دائماً استهواني موضوع القانون، دائماً كنت أتوقع أن هذه المهنة كما تعرض في الأفلام، لكن لم أرى نساء شركسيات تعلموا الموضوع من قبل، ولهذا اعتبرت المحاماة مهنة مقتصرة على الرجال، ساعات عمل طويلة، وغير مناسب لأم مع أطفال

فخلال الزواج قررت أن أبدأ بتعلم التمريض، لكني تركت بعد عام وقررت العمل في عدة مجالات حتى جاء ذلك اليوم الذي عملت فيه داخل مكتب وظهر لي اعلان عبر صفحة انترنت وسألت نفسي: لم لا؟ وهكذا بدأت بتعلم الحقوق

 

- لماذا اخترت مهنة المحاماة؟

كان لدي فم كبير ولسان سليط وأردت رخصة لذلك (تضحك)، أذكر اليوم حتى في فترة الطفولة كان مهم لي التمييز بين الصادق والكاذب، في المدرسة على سبيل المثال كانت تصل الامور بضرب طالب آخر لحماية طالب ضعيف لحمايته

دائماً ما رأيت نفسي وأن أقود تغييراً ما، من خلال عملي وحتى الآن أرى ان هدفي الاساسي هو تغيير اجتماعي، ما أقوم به اليوم هو الأساس الذي أستطيع أن أبني عليه غدي

 

- بعد تسجيلك لتعلم الحقوق، هل توقعت ان هذا هو الطريق للنجاح؟

في الحقيقة، عندما انهيت دراستي للقب الأول وحصلت على رخصة مزاولة المهنة من نقابة المحامين توقعت أن أنجح فوراً، لكن يا لسعادتي! فقد كنت مخطئة

وأقولها بجدية أنا سعيدة اليوم أنني لم أنجح فوراً، لأنني فشلت، وقعت ونهضت من جديد ومرة آخرى فشلت ونهضت وفي كل مرة فشلت قمت أقوى من قبل، أصبحت أقدر الناس أكثر، وأقوم بتقييم الأمور وأهم الامور أنني تعلمت أن لا أعتذر عن كوني أنا

 

- محامية، مطلقة وأم وبالرغم من كل ذلك قررت خوض الزواج للمرة الثانية من شاب يصغرك بـ9 سنوات ... كيف أقتنعت أن تقومي بتلك المغامرة؟

لم أكن مقتنعة لكن زوجي وحبيبي قام بإقناعي ... عندما إنفصلت واعدت نفسي أنني لن اتزوج ابداً، لم تخطر ببالي فكرت أنني سأتزوج مرة آخرى اطلاقاً، إمرأة مطلقة مع طفلين من المجتمع الشركسي المحافظ جداً.

وفجأة جاء زوجي! وفهمت حينها ان لا أقول لا أبداً ... سريعاً جداً فهمت أننا معاً وكل ما دون ذلك غير مهم، لم يكن الامر سهلاً لكننا استطعنا تحدي الصعوبات

 

  • - ما هي ردود الفعل التي تلقيتها بعد قرارك الزواج؟

واااو، تعالي لنقول أن أسبوع قبل الزواج كان كارثي، عندها فهمت كم الكراهية والشر التي من الممكن أن تتجسد بأشخاص.

تلقينا العديد من الرسائل المأساوية، والمنفرة، منهم من يتمنى لنا الشر، رسائل حرمان عائلي، الأمر الذي جعل بوضع ضاغط، لكن الأشخاص الذين كانوا يعنون لنا الكثير ومن المهم أن يكونوا موافقين على زواجنا وقفوا معنا

 

  • - ما الذي منحك اياه موران، وكنت تفتقدينه؟

 

خلال لقائنا الأول شعرت عندما بدأنا بالحديث أنني وأخيراً وصلت الى المنزل ووصلت الى الزاوية التي أرغب، تأثرت كثيراً لأنني وجدت صديق جيد أشعر أنني اعتمد عليه وبوصلتي، وصديق مؤمن بي وبقدراتي جداً، لطالما شجعني على الجري وراء أحلامي

 

 

  • - من المحاماة الى المكياج ... كيف انتقلت بين الموضوعين؟

الأمر كان مضحكاً، كان عيد زواجنا وموران أراد مفاجئتي بهدية مميزة، فطلب مني اختيار دورة ارغب بتعلمها كهدية لعيد زواجنا، فكان حيرتي بين الكونديتوريا والمكياج كون هذين المجالين اللذان احب وفي النهاية قررت تعلم المكياج.

وفي أحد الأيام بناتي أخبرنني أنني أقوم بوضع المكياج بطريقة جداً مميزة فلماذا لا تقومي بنشر الصور عبر الانترنت! نشرت الصور ومنذ ذلك الحين لم أتوقف عن تلقي طلبات من زبائن يرغبن بأن أقوم بوضع المكياج لهن واليوم هو عملي

 

  • - اليوم كيف تقومي بالتوفيق بين المحاماة والمكياج؟

اليوم أدير مكتبي الخاص في كفركما، فأصبح أكثر صعوبة وأقل وقت للعمل في المكياج، ولكني ما زلت أعمل بهذا المجال الذي أحب حتى لو اقتصر عملي فيه على نهاية الأسبوع

 

  • - الا تري احراجاً بأن تكون محامية تعمل في المكياج؟

اعتقد أن الأمر الأكثر احراجاً أن لا أقوم بعمل الشيء الذي أحب، بالنسبة لي مجال المكياج هو العلاج الشخصي لي، واليوم الله منّ علي بنجاح لا مثيل له في هذا المجال

 

  • - كريستين الى اين اليوم؟ ما هي الخطوة التالية في طريق النجاح؟

الآن علي الاستمرار ببناء ذاتي والتقدم أكثر، اليوم اضع نصب عيني العمل على تطوير مكتبي ليكون مكتب محاماة ناجح وايضاً مكتب يخدم مجتمعي الذي احيى بداخله

 

  • - اليوم تقومين بإلقاء محاضرات وتضيفين عليها تجربتك الخاصة، من أين تجدين هذه الثقة؟

صحيح، في الفترة الأخيرة بدأت بإلقاء المحاضرات حول شخصيتي وقصتي الشخصية ومن خلالها انتقل لحقوق النساء، أقوم بإلقاء تلك المحاضرات لنساء من فئات مختلفة بحاجة لمن يمد لهن يد العون وأن يدفعهن ليصبحن أقوى.

أجمل الامور التي تحدث معي هي عندما التقي بالنساء بعد المحاضرة ويبدأن بإخباري قصص شخصية التي مروا بها وكيف فادتهن محاضرتي

أعتقد أن هذه الثقة تأتي من المشاركة، أن نستطيع مشاركة الآخرين ما يدور بداخلنا وما نحياه نجد ان مشاكلنا ليست الأعظم وأن هناك نساء قويات أكثر وخضن معارك أكبر لكن أحيانا تكفي كلمة واحدة لتسندك

 

  • - اليوم لديك فتيات جميلات، كيف تقومين بتربيتهن وما هي القيم التي تغرزيها بهن؟ هل تجدي نفسك بهذه القوة لتسردي لهن ما وجهته؟

بناتي هن شريكاتي بكل خطوة أقوم بها في حياتي، هن برافقنني يداً بيد بكل مرحلة، واجهن سوياً فترات صعبة لكننا دوماً كنا قريبات من بعضنا واتخذن القرارات سوياً

القيمة الأولى التي أغرزها بهن دوماً هي تحملهن المسؤولية عن أي قرار يقمن باتخاذه، لتقييم أنفسهن دوماً، أن يكن قويات دائماً لكن مع قلب أبيض ورقيق، لا يوجد لدي تبريرات للأفعال السيئة، النميمة والأذى لأي شخص أمور لا يمكن أن تدخل الى منزلي

© 2023 by Alison Knight. Proudly created with Wix.com

bottom of page