من الأبيض والأسود إلى عالم صاخب بالألوان


بعد سنوات قضتها في أروقة المحاكم ومع اطفائها لشموع ميلادها ألـ 33، وبعد حصولها على اللقب ثاني للعلوم السياسية (مراقبة داخلية) قررت مرفت عودة اعتزال عالم المحاماة لصالح عالم الأزياء لتصبح إحدى اشهر المستشارات في تنسيق الملابس (ستايلست) في المجتمع العربي
" انا انسانة مليئة بالطاقات وأعشق الموضة والأزياء من جيل صغير جداً، اذكر انني في طفولتي كنت أقوم بفتح خزانة امي واحاول اختيار ملابس خارج اطار المألوف الذي ترتديه امي بشكل عام، ودائماً ما كانت صديقاتي يستعينوا بي عندما يرغبون باختيار ملابس ملائمة لمناسبة تخصهن او يدعونني لمرافقتهن خلال التسوق
رافقنا مرفت عودة بيوم تنسيق ملابس وتصوير لتجيبنا على اسئلتنا لليلك:
هل تجدين ان مجتمعنا العربي واع لمجال تنسيق الأزياء؟
للصراحة،مؤخراً اصبح لدينا وعي أكبر لهذا الموضوع واهميته وابعاده، ولكن طبعاً كونه مجال جديد كالعديد من المجالات التي بدأت بالدخول الى مجتمعنا العربي هناك العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حوله، ودائماً هناك سؤال يواجهني "انت شوبتصممي" كأنه كل مجال الموضة والأزياء هو تصميمها فقط.
من المحاماة الى تنسيق الازياء ما الذي اكتشفته بنفسك؟
تبتسم مرفت قبل الإجابة وتستمر بتنسيق ملابس العارضة: الصراحة انه بعد سنوات في مهنة المحاماة وصلت لقناعة انني بحاجة لمصدر متجدد من الطاقات الإيجابية، موضوع المحاماة يأخذ كل طاقاتك كونه يتمحور حول مشاكل الناس ويؤثر سلباً بطريقة او بأخرى على مشاعرك.
بمرحلة معينة بدأت أشعرأنني بحاجة لشيء جديد يعطيني شعور بالاكتفاء ويجدد طاقاتي ويجعلني ارغب بالاستيقاظ نحو يوم جديد مليء بالطاقات الجميلة، فلا أدري كيف ولماذا ومن أين خطرتلي الفكرة، ولكن عندما اختمرت الفكرة في رأسي شعرت انه "اه والله" كيف لم أفكر بالأمر من قبل، هذا ما يلائم شخصيتي وهذا ما أحب العمل به، والناس تستشيرني شو تلبس وشوبيلبقلها من ثيابها بالإضافة لكون هذا المجال ليسدراجاً في مجتمعنا
هل لاقيت تشجيعاً على هذه الخطوة؟
ليس منالمفهوم ضمناً امرأة في جيل 33 مع 3 اطفال ووظيفة مكتبية تقرر أن تقوم بترك كلشيء وتخوض تجربة جديدة، فهذا نوع من المجازفة, وطبعا بدون دعم من رفيق دربي لم أكن لأستطع أن أخطو خطوة جريئة كهذه، وكان من الممكن أن تبقى حلماً يراودني طبعا لا استطيع ان أنكر دعم أهلي والأشخاص المحيطين بي والذين قاموا بتشجيعي ودعمي كثيرا على خوض هذه التجربة الفريدة من نوعها نوعا ما..
ما هي انجازاتك في هذا الخضم, وما هي مشاريعك القادمة؟
حتى الآن وخلال وقت قصير نسبيا استطعت أن احقق كثيراً منالانجازات والأعمال،ومن ضمنها اشتراكي بأسبوع الموضة الذي كان في تل ابيب الشهر الماضي، حيث تم اختياري من بين العديد من منسقي الأزياء في الوسط اليهودي لأقوم بتنسيق ملابس في اطار عمل مصور لخبير المكياج والموضة يرين شاخاف, والعديد من الانتاجات والاصدارات لصور ستايل بالتعاون مع مصورين وعارضات ازياء.. مرورا بتمرير ورشات تعزيز الذات من خلال الستايل والعديد من الاعمال الاخرى..
لدي الكثير منالمشاريع القريبة قيد التطوير ومنها قناة لنصائح ستايل يومية عبر اليوتيوبوالتركيز على تطوير خط الملابس بمقاسات كبيرة 42+ لأن العرض بهذا الاطار محدود وشحيح.. والعديد من الأفكار والمشاريع الأخرى.
من أين تأتي الموضة ومن يحددها؟
الموضة على مر العصور مستوحاة بشكل كبير من احداث وشخصيات بارزة بالفترة الزمنية متل الحروبات الاشتراكية الرأس مالية التي يطغي طابعها على الملابس، وما يحدث بالشارع العام متل حركات وفئات معينة التي الها مثلا لباس تقليدي الذي بشكل او باخر بتحول إلى موضة.. كما وهناك شخصيات تؤثر فينا بطريقة لبسها وتتحول لأيقونة الموضة مثل النجمة الأمريكية مرلين مونرو وفي عالمنا الحالي على سبيل المثال نستطيع أن نقول ليدي جاجا والاخوات كاردشيان وغيرهم من المؤثرات.
بالإضافة هناك من يقوم بتدوين الموضة من خلال مراقبة الشارع العام وعامة الشعب وتحويل نمط تصرفاتهم لموضه متل السراويل الواسعة حيث كانت الفتيات ترتدين بنطال ضيق فظهرت موضة ال (بوي فريند), كما ورأينا دخول موضة ملابس تشبه ملابس الاطباء والممرضات تأثرنا بهذه الفئه حيث اصبح معدل عمر الانسان اطول وبذلك يقضي وقتا لا بأس به بالمستشفيات..
ولا ننسى طبعا الوتيرة التي نرى بها الموضة تعود على نفسها كل عقد من الزمن, فيصبح مجمل كل هذه المعطيات معا ما يؤثر على الموضة ويبلورها..
ففي خضم الحديث مثلا نرى ان المرأة في هذا الزمن اصبحت عاملة بالإضافة الى كونها ربة منزل وتتطلب منها العديد من المهام والتنقل من مكان الى اخر بوسائل التنقل.. كما والوعي لكل ما يتعلق بالرياضة لذلك نرى مثلا ان الملابس الرياضية اصبحت جزءا لا من الموضة العصرية كما واصبح امرا طبيعية ان نرى سيدة ترتدي فستان وحذاء رياضي وهذا المشهد لم نره من قبل كما ونرى ان نسبة عالية من النساء تخلع كعبها لصالح احذية مريحة بدون كعب.. وغيرها من الامور الحياتية التي تؤثر
على الموضة.
من بين المصممين العالميين الى من تميلين؟
انا متحيزة وبميل بشكل كتير كبير للمصمم اللبناني العالمي ايلي صعب, اظن أن هناك اجماع كبير حول تصاميمه لكونها كلاسيكية وتبرز جمال وانوثة المرأة.. بالاضافة للمصمم اللبناني العالمي رامي القاضي الشاب الذي بدأ يخطو خطوات جريئة وبعيدة عن المألوف في عالم الموضةولها طابع خاص وبنفس الوقت لها رونق انثوي مميز.
ما هي القاعدة الاولى اللتي تعطينها للنساء اللواتي يطلبن مساعدتك بتنسيق ملابسهن؟
هل برأيك الرضى والثقة بالنفس يمكنها ان تغير نظرتك لملابسك؟
طبعا اكيد, المعادلة متبادلة بحيث انه اذا كنت واثقه وراضية عن نفسك لن تختاري الملابس التي تخفي فيها جسمك ولن تلجئي دائما للملابس الفضفاضة والاسود التي تخفي تضاريس جسمك، واذا كنت تحبينحالك ستعرفيكيف تعطين لنفسك الاحسن.. والعكس صحيح عندما ترتدين الملابس باختيار صحيح وتناسبك وتشعرين بالراحة خلال ارتدائهم ستشعري بالرضى والثقة بالنفس.
ما هو مفتاح النجاح باختيار الملابس المناسبة؟
ولننظر إلى نفسنا بالمرأة ولنسأل أنفسنا هل الملابس التي نرتديها تعطي الانطباع الذي نرغبأن يأخذه عنا الآخرون وهل انا مرتاحة بالملابس أشعر أنها تناسبني وتعكس شخصيتي